آرت بارك

ما هو أول ما يخطر ببالك بمجرد سماعك لعبارة "حديقة المعارض"؟ إذا كانت إجابتك معرض ولاية تكساس، فأنت لست وحدك. يشتهر هذا المتنزه الذي تبلغ مساحته 277 فداناً ويقع شرق وسط المدينة باستقبال ملايين الزوار خلال معرض ولاية تكساس. ولكن، مما يثير دهشة العديد من سكان دالاس الذين يحبون الكلاب المقلية ويلوحون ببيغ تيكس ويأكلون كل شيء مقلياً، أن حديقة المعارض مشهورة عالمياً لسبب مختلف تماماً - وهو هندستها المعمارية. في الواقع، تُعد أرض المعارض منجم ذهب معماري تاريخي يضع حديقة المعارض على طول الشاطئ الجنوبي في ميامي كرمز من رموز فن الآرت ديكو.

علاقة عاطفية تكساس

بدأ كل شيء في عام 1936 عندما اختار مسؤولو الولاية مدينة دالاس كموقع لمعرض تكساس المئوي للاحتفال بمرور 100 عام على استقلال الولاية عن المكسيك. وقد أراد حاكم تكساس آنذاك أن يكون المعرض "تكساسياً" (أو عملاقاً بالمصطلحات غير التكساسيّة). ومن أجل القيام بذلك، احتاجت دالاس إلى تجميل أرض المعارض المتواضعة في حديقة المعارض. كان المهندس المعماري المحلي جورج دال مسؤولاً عن تصميم أكثر من 50 مبنى على طراز فن الآرت ديكو. وقد تبنى دال الحداثة في تصميماته من أجل تعزيز صورة دالاس كمدينة عصرية ذات تفكير مستقبلي.

وبالإضافة إلى المباني، أبدع فنانون من جميع أنحاء العالم لوحات جدارية ومنحوتات وفسيفساء وغيرها من الأعمال الفنية التي احتفلت بإنجازات أول 100 عام في تكساس. ولا يزال أكثر من 30 مبنى من تلك المباني الأصلية قائماً، مما يوفر لدالاس أكبر تجمع للمباني والفنون العامة التي تعود إلى حقبة الثلاثينيات في الولايات المتحدة.

نافورة المتنزه

كان مدخل بيري أفينيو على الحافة الغربية للحديقة هو المدخل الرئيسي الأصلي لحديقة المعارض في عام 1886. واليوم، لا يزال بإمكان الزوار الدخول إلى الحديقة من هنا عند النزول من سكة حديد DART بدلاً من عربة الترولي الأصلية في المدينة. بعد المشي عبر بوابات المدخل، يلتقي الزائرون بجوهرة تاج الحديقة - الساحة الكبرى. تتوج بركة الانعكاس التي يبلغ طولها 700 قدم بثلاث نوافير. تقوم المئات من نفاثات المياه بدفع المياه من البركة لتقدم عروضاً منتظمة على أنغام أغانٍ مثل "الوردة الصفراء لتكساس".

على الجانب الأيسر من الساحة توجد قاعة المئوية المغطاة بجداريات كبيرة تصور وسائل النقل المختلفة في ثلاثينيات القرن العشرين. أما على الجانب الأيمن من الساحة فيوجد مبنى السيارات بجدارياته التي تصور صناعات ذلك الوقت مثل مصانع الحديد ومراجل النفط. تستخدم الجداريات تفاصيل فن الآرت ديكو مثل الأنماط الهندسية الجريئة النابضة بالحياة والألوان المتباينة والرسوم التوضيحية لنساء عاريات الصدور ورجال مفتولي العضلات.

توجد منحوتات حجرية كبيرة الحجم على طول الجانبين الأيمن والأيسر من الساحة المواجهة للنافورة. يصور كل واحد منها واحدة من الدول الست التي حكمت تكساس ذات يوم. يحمل التمثال الذي يمثل فرنسا العنب بينما يحمل تمثال جمهورية تكساس زهور القطن.

قاعة الدولة

ينتهي السير الطويل في الساحة عند مزار لتكساس. قام مسؤولو الحديقة ببناء مبنى قاعة الولاية المتقن لعرض التطورات الاقتصادية والزراعية والاجتماعية في الولاية. وخلافاً لمباني الحديقة الأخرى التي بُنيت من الخرسانة، فقد بُنيت قاعة الولاية من الحجر الجيري في تكساس. في الواقع، كانت جميع المواد المستخدمة في البناء من تكساس.

تعتبر قاعة الولاية أحد أفضل الأمثلة على فن الآرت ديكو المعماري في تكساس. أعمدة ضخمة من الحجر الجيري بطول 76 قدماً تحيط بالأبواب البرونزية المزدوجة. انظر عن كثب إلى الأبواب البرونزية وسترى قصيدة لواحدة من أكثر الصناعات ربحاً في تكساس - وهي أبراج النفط. وفي أعلى المدخل يقف تمثال محارب تيجاس الذهبي. يمثل الرجل أحد أفراد قبيلة السكان الأصليين في تكساس وهو يحمل قوساً إلى السماء بيد واحدة. ويرمز عدم وجود سهم في اليد الأخرى إلى السلام. أما الفسيفساء الزرقاء خلفه فتمثل حقول الزهور الزرقاء التي تشتهر بها تكساس.

ادخل إلى المبنى الذي يشبه الكاتدرائية وأول ما يلاحظه المرء هو الميدالية الذهبية الضخمة على الجدار الخلفي. وكما هو الحال على طول الساحة، ترمز الميدالية ذات الأوراق الذهبية إلى الأمم الست التي كانت لها السيادة على تكساس. رسمت على طول الجدران التي يبلغ طولها 46 قدماً جداريات يوجين سافاج التي تحكي تاريخ تكساس منذ وصول الأوروبيين في القرن الخامس عشر الميلادي وحتى عام 1936.

للاطلاع على دليل أكثر تفصيلاً عن الفن والعمارة في حديقة المعارض، راجع موقع مركز دالاس للهندسة المعمارية الذي يستضيف جولات ترام فير بارك المجانية عدة مرات على مدار العام والجولة الإرشادية الذاتية على موقع وتطبيق أصدقاء حديقة المعارض.

تفتح أرض حديقة المعارض أبوابها يومياً من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 10 مساءً.